الإنسان سائح، والكون معرض للمشاهد الملونة، ومكتبة زاخرة مطروحة لنظره وتأمله وسياحته. وهذا السائح أُرسل إلى هذا العالم لكي يقرأ هذه الكتب ويزيد من معرفته. هذه السياحة الممتعة لا تتيسر للإنسان إلاّ مرة واحدة. وهذه السياحة الوحيدة تكفي بالنسبة لصاحب العقل الرشيد والقلب اليقظان لإنشاء جنات كجنات عدن وكجنات إرم ذات العماد، أما بالنسبة للذين يعيشون مغمضي العيون فلا تكون سوى لحظة عابرة تأتي ثم تمضي بسرعة.

أقرأ باقي الموضوع »

هذه مجموعة من خلفيات الشاشات لعبارات اشتهرت لمؤسس شركة آبل العالمية ستيف جوبز ..الصور من تصميم المبدع محمد اليوسفي 

رابط تحميل الصور كاملة 

كل عام وانتم بخير …عيد اضحى مبارك

تحديثات جديدة من الفيس بوك…
أهم ما في التحديث:
1- ستجد اخر تحديثات ونشاطات الاصدقاء عندك في قائمة مسندلة على اليمين من الصفحة الرئيسية إن كنت من مستخدمي الفيس بوك بالانجليزي او على الشمال بالعربي، واذا ضغطت على التحديث سيظهر لك التعليق او التحديث في صفحة داخلية جميلة، دون عناء التوجه الى مكان التحديث او النشاط لصديقك.
2- سوف تقوم بإستعراض اخر التحديثات او النشاطات في صفحتك الرئيسية وسيبقى بنر او قائمة الفيس بوك التي تحتوي على رابط صفحتك الشخصية او الرئيسية ثابت، والطريقة كذلك جميلة ورائعة.
يبدو أن هذه التحديثات لن تظهر حالياً لكل المستخدمين، لكن بكل تأكيد في طريقها الى الظهور لدى الكل…وهي فعلاً رائعة..

صورة لشكل التحديثات…

رسالة وصلتني عبر الايميل، تحمل هذا العنوان ” ضع الكأس وارتح قليلاً” ، بقيت كغيرها من الايميلات ترقد في صندوق الرسائل فالعنوان لم يجذبني كثيراً او أني إعتقدت أنه من الحكايا الكثيرة التي لا احب قرائتها، وأجد أغلبها في خانة التهويل، وبعد أن قرأت الايميل أدركت خطأي بأن المحتوى هو الأهم، فقد وجدت فيه شحنة روحية جملية قررت أن أنقلها للقارىء هنا.

تروي العبرة فتقول :”

في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة لطلابه عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة فرفع كأسا من الماء وسأل المستمعين :

ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟

الإجابات:

كانت تتراوح بين 50 جم إلى 500 جم.

فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس !!!

فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكا فيها هذا الكأس ، فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء ،ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر ، بألم في يدي ، ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف

الكأس له نفس الوزن تماما، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه ،فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات

فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها.

فما يجب علينا فعله هو أن ،نضع الكأس ونرتاح قليلا ،قبل أن نرفعه مرة أخرى

فيجب علينا أن نضع أعبائنا بين الحين والأخر لنتمكن من إعادة النشاط، ومواصلة حملها مرة أخرى. فعندما تعود من العمل

يجب أن تضع أعباء ومشاكل العمل ،ولا تأخذها معك إلى البيت،و كذلك عندما تكون في العمل. يجب أن تضع أعباء و مشاكل البيت

و لا تأخذها معك إلى العمل ،لأنها ستكون بانتظارك غدا، وتستطيع حملها، حاول الموازنة بين الأعباء،و قسم مجهودك و تفكيرك

بين المسائل و المواضيع ، و لا تجعل أمر واحد يسيطر عليك طوال الوقت ”

بكل بساطة وبكل تأكيد عليك أن تضع الهموم قليلاً وأن تخلط بين الامور، وبإعتقادي الافكار الجملية التي تطرح للتخفيف من هموم الإنسان والعبارات والكتب والمقالات والدورات، كلها وسائل وكل يوم تكثر هذه الوسائل ويظهر في بعضها الإبداع في الطرح.

لكن سيبقى الأمر المهم في كل كذلك، هو أنت وقدرتك على أن تمسك زمام نفسك وأن تطبق واحداً من الوسائل عندها ستشعر مدى أهمية مثل هذا الكلام.

دمتم بسعادة.

في فلسطين وحين تمر على شيء سلبي كقمامة في الطريق او شارع مكسر او تسمع عن حوادث سرقة او ما شابه، يبادرك بعض الناس بعبارة ” كيف بدنا نتحرر اذا شارعنا مكسر! ” او ” الزبالة في الطريق!” او او….

عبارة نسمعها دائماً من حولنا في تعليق سريع على السلبيات التي تحيط بنا، نحاول من خلالها أن نرمي أكثر من همومنا على المجتمع والمحيط قبل أن نفكر للحظة أننا نحن هذا المجتمع الذي بحاجة الى أن يتحرر وبالتالي بحاجة ان ينتظم.!، لكن هل فعلاً ” الحرية بحاجة الى نظام عام دقيق ؟!”.

هل نحن بحاجة الى دقة أكثر في حياتنا كي نتحرر؟، هل بحاجة الى تعليم يفوق  دول العالم المتطور كي نتحرر؟، هل بحاجة أن نرى شوارعنا نظيفة وكأنها شوارع اليابان التي لا ينفع معها الزلازل كي تهتري!؟، هل فعلاً بحاجة الى سلوكيات منضبطة جداً بحيث نحترم الوقت أكثر، ونحترم الأشياء أكثر ونحترم الأرض أكثر؟.

وإن كان كذلك فكم من الوقت نحن بحاجة إليه كي نتحرر؟، كم من الوقت بحاجة أن نعزز سلوك الطفل بحيث يضع القمامة على الأقل في سلة المهملات لا في جانبها!، وكم من الوقت بحاجة إليه كي نجعل الطفل أكثر حباً للكتاب والقراءة بحيث ينمو على حب وطنه ويعرف تاريخه وتاريخ الشعوب من حوله، ويكون أكثر قرباً لدينه من قربه للرياضة والفنون .!

إن ما نحن بحاجة إليه قبل كل ذلك هو أن نزرع ونعمق ونروي ونعتني “بروح الحرية” في نفوس الناس، قبل كل كذلك، فشعب فقير لا يملك من مقومات التحرر إلا الإرادة يمكن له أن يتحرر.

وشعب  يسكن الخيام والبيوت العتيقة والأشجار يمكن له أن يصنع تحرر.

إننا بحاجة أن يعرف الناس أكثر عن معنى أن تعيش تحت إحتلال.

مقتطف من الكتاب الرائع:هكذا علمتني الحياة لمصطفى السباعي


تذكُّرُ الماضي والتفاعلُ معه واستحضارُه ، والحزنُ لمآسيه حمقٌ وجنونٌ ، وقتلٌ للإرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الحاضرةِ. إن ملفَّ الماضي عند العقلاء يُطْوَى ولا يُرْوى ، يُغْلَقُ عليه أبداً في زنزانةِ النسيانِ ، يُقيَّدُ بحبالٍ قوَّيةٍ في سجنِ الإهمالِ فلا يخرجُ أبداً ، ويُوْصَدُ عليه فلا يرى النورَ ؛ لأنه مضى وانتهى ، لا الحزنُ يعيدُهَ ، ولا الهمُّ يصلحهُ ، ولا الغمَّ يصحِّحُهُ ، لا الكدرُ يحييهِ ، لأنُه عدمٌ ، لا تعشْ في كابوس الماضي وتحت مظلةِ الفائتِ ، أنقذْ نفسك من شبحِ الماضي ، أتريدُ أن ترُدَّ النهر إلى مَصِبِّهِ ، والشمس إلى مطلعِها ، والطفل إلى بطن أمِّهِ ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العينِ ، إنَّ تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منهُ واحتراقك بنارهِ ، وانطراحك على أعتابهِ وضعٌ مأساويٌّ رهيبٌ  مخيفٌ مفزعٌ .

القراءةُ في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضرِ ، وتمزيقٌ للجهدِ ، ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ، ذكر اللهُ الأمم وما فعلتْ ثم قال : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ انتهى الأمرُ وقُضِي ، ولا طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.

إن الذي يعودُ للماضي ، كالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهمْ قالوا للحمارِ : لمَ لا تجترُّ؟ قال : أكرهُ الكذِب.

إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحالُ بعينه .

إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛ لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ، والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ، فلا تخالفْ سُنّة الحياة .

مع بداية كل عام جديد يسعى الكثير-خاصة من الساعيين الى النجاح- الى صياغة اهداف تخص هذا العام يسعى الى تحقيقها على مستواه الشخصي، وهذه الأهداف عادة ما تكون شخصية (كتحقيق نجاح في دراسي او مالي) او عامة (كالدفاع عن فكرة او مشروع)،في هذه التدوينة نعرض عليكم خلاصة  قراءة عدة مقالات عربية ومترجمة تتكلم عن هذا الأمرـ

قبل أن تمضي في تسلق سلم النجاح ، تأكد أن هذا السلم يستند لى البناية الصحيحة

1-حدد أهدافك:

ينصح المدربون في مجال التنمية البشرية أن يكون الورق والقلم رفيقك في هذه المرحلة، فهي أهم خطوة في صياغة الاهداف كي ننجح في تحقيقها.ويمكن صياغة الاهداف على شكل ملف الكتروني وهو غالباً ما يفعله الكل.

إكتب كل ما يجول في خاطرك من أهداف تتمنى أن تحققها في هذا العام، إكتب ولا تخجل من كبر هذه الأهداف او صغرها فالعبرة في تحقيق الهدف وكما يقال فإن أغلب الاعمال العظيمة بدأت في حلم!.

من الضروري أن تكتب أهدافك في نقاط واضحة، وتفصل كل هدف عن الآخر حتى لو كان هناك ترابط ما بينها، فقد ينجح هدف ويفشل آخر.

طبعاً، مع التأكيد أن طبيعة الأهداف التي تنوي الوصول اليها منطقية او واقعية، والامر يختلف بين الواقعية والخيال، فيمكن أن تكون أهدافك كبيرة لكنها ممكنة وواقعية.

إحتفظ بالورقة او الملف فستصبح يوماً ما جدول اعمالك الذي يرافقك دائماً.

2-حدد الأولويات:

بعد أن صغت الأهداف في نقاط محددة، جاء دور ترتيب هذه الأهداف بطريقة تختار منها الهدف الذي تبدأ به.

كي تقوم بهذه الخطوة، ضع أمام كل هدف من أهدافك تقييم من 1 الى 5 مثلاً.

إبدأ بالهدف الأول وضع تقييم أمامه من 1 الى 5 حسب الأهمية او الاولوية للتحقيق فمثلاً:الحصول على درجة البكالوريوس من الجامعة هو هدف من الدرجة الاولى وبالتالي يكون تقييمه رقم 1، وهكذا.

ستحصل في النهاية على أهداف مرتبة بطريقة سهله حسب الأولوية، وقد وضعت الأرقام من 1-5 حتى تكون أكثر دقة في تحديد أولوية الهدف فهناك أهداف عالية الاولوية في الخانة رقم (1) وهناك أهداف اولوية عادية في الخانة رقم (2) وهكذا…

3-إختر واحد من الأهداف:

نعم واحد فقط، في الغالب من يسعى الى تحقيق جملة من الأهداف مرة واحدة يفشل في تحقيق أي هدف منها. لذلك لا تكرر خطأ الكثير وإختر هدف واحد وإسعى الى تحقيقه، ماذا عن الأهداف الأخرى..؟!.

كي نوضح الخطوة أكثر، فأنت عندما حددت الأولويات في أهدافك بكل تأكيد سيكون لديك هدف او إثنين هما بالدرجة الأولى تسعى الى تحقيقها أولاً، وبها فإبدأ.

الان عليك أن تتأكد أن هذا الهدف هو ما يجب أن تفكر به أولاً وأن تسأل نفسك أولاً:كيف يمكن أن أحققه ؟! وتضع كل الخطط او الوسائل لتحقيقه.

بعد ذلك راجع قائمتك مجدداً، وإبحث عن الهدف رقم 2 وإبدأ به.

4-إجلعه هدفك الوحيد:

هل يمكن ان تفكر أن قائمتك للأهداف لا تحوي إلا هدف واحد فقط؟!

هل من المنطق التفكير في غير هذا الهدف؟، هكذا يجب أن تتعامل مع كل هدف من أهدافك على القائمة.

كل هدف في هذه القائمة هو هدفك الوحيد الذي تسعى الى تحقيقه وقد سخرت كل ما لديك لتحقيق هذا الهدف، بغير ذلك لا تصبح هذه الأهداف لك، بل هي أماني فارغة كتبتها وأنت بحالة من النشوة والبحث عن النجاح.

العبرة في تسجيل الأهداف وكتابتها هو السعى الى تحقيقها وليست للذكرى.

5-تعرف على نفسك.!

ماذا يمكن أن نستفيد من أن يعرف الشخص نفسه؟!

بكل تأكيد أنت عندما تعرف نفسك وتتعرف عليها أكثر، فإنك تدرك كيف يمكن أن تحقق الأهداف التي تسعى اليها، مثلاً: أنت مدمن على عادة سيئة ما، وقد وضعت من أهدافك أن تتخلص من هذه العادة خلال عام 2011، وعندما تتعرف على نفسك أكثر ستجد أن السبيل الى بقاء هذه العادة فيك هو شخص من أصدقائك، عندها ستفكر جدياً في التخفيف من قوة العلاقة بينكما، أليس هذا منطقي؟!.

وهكذا مع بقية الأهداف، فكل هدف سيعرفك على نفسك أكثر وستعرف نقاط القوة والضعف فيك.

السؤال هنا: لماذا لا تكون هذه الخطوة قبل تحديد الاهداف، فعندما أعرف نفسي، أعرف ما هي الأهداف التي يمكن أن أحققها؟!.

نعم صحيح، لكنك في هذه الحالة ستستغني عن الكثير من الأهداف التي تراودك نفسك أن غير قادر على تحقيقها، فأنت يجب أن تطوع نفسك الى أهدافك، وأن لا تتطوع أهدافك الى نفسك.

6-إرسم خارطة النجاح:

كل هدف من الأهداف التي كتبتها هو عبارة عن مجموعة من الأهداف والنشاطات الصغيرة التي تجتمع لتشكل هدفك المنشود.

عندما تستطيع رسم هذه الأهداف الصغيرة التي توصلك الى هدفك، فأنت قد رسمت خارطة النجاح الخاصة بك.

في هذه الخارطة أن تكتب الطرق الصحيحة والسليمة التي توصلك الى هدفك،كما هي الخارطة الجغرافية عندما تنوي الوصول الى هدف ما على الأرض فأنت تختار الطريق الأقصر والأفضل والأقل تكلفة ووقت.

تعامل مع أهدافك أنها أماكن على الأرض ومطلوب منك أن ترسم الطرق الأفضل للوصول إليها.

7-إحصل على الداعمين:

الحياة عبارة عن منظومة من التكافل والترابط الاجتماعي، وأنت كي تحقق أهدافك لابد أن تتعامل معها بصيغة تكافلية وتشارك مع المحيط.

بكل تأكيد هناك من الاصدقاء والاقارب من ترتاح له وتخبره أسرارك دائماً، وفي أهدافك شارك هذا الشخص أو الاشخاص خططتك الشخصية والاهداف التي تنوي الوصول اليها.

هذه الخطوة ستوفر لك شخص يتابع أهدافك ويقيمك أول بأول، يذكرك بهذه الأهداف دائماً وكأنه المنبه لك.

كما أنه يساعدك ويرشدك وينصحك بكيفية تحقيق هذه الأهداف.

اخيراً،

صياغة الاهداف الشخصية أمر لا يحكمه إلا أنت، وما يقدمه لك الناس من مقالات وكتب هي فقط آراء وأفكار وأساليب شخصية يتناقلها الناس بينهم، لكن يبقى الشخص الأكثر قدرة على التحكم في أهدافه هو أنت.

ما يهمني في موضوعي هذا أن تقرأ العناوين فقط، فهي كافية لتصل الفكرة إن تعاملت معها على أنها خطوات عملية لهدف محدد.

وبكل تأكيد هناك الكثير من الأفكار في هذا المجال يمكن التوسع بها.

أتمنى لكم سنة خير وبركة ، ويسعدني تبادل الأفكار معكم.

بحثت في البداية عن عنوان يناسب الفكرة التي أنوي الحديث عنها، فأنا أنوي الكتابة عن المواقع الشخصية والتي تسمى اليوم  “مدونات”، فلم أجد سوى عبارتين تجذب إنتباه الناس الى الموضوع هي: “موقع شخصي” والثانية “مجاناً”.

فعلاً ما أنوي الحديث عنه ليس دعاية وإنما اود الحديث معكم عن إنشاء موقع شخصي لك، أنت حر فيه، تكتب ما تشاء، ومجاناً.!؟

أقرأ باقي الموضوع »

بداية لابد أن أعرف مصطلح ” تبعر الزيتون” بحسب المفهوم الدارج لدينا نحن معشر “اصحاب شجر الزيتون”.

تبِعْر الزيتون: هي العملية الثانية التي تلي قطف الزيتون، حيث يقوم –في الغالب-الأطفال بجولة أخرى على شجر الزيتون لجمع ما بقي من حبات الزيتون على الشجر،فقد يبقى مجموعة صغيرة من حب الزيتون البعيد عن أيادي الكبار او ما نسي قطفه، والعملية في الغالب شاقة والإنتاج بسيط فقد يكلفك اليوم كله كي تجمع كيلو او كيلوين من حب الزيتون.ومع كل موسم زيتون تبدأ معه ظاهرة “تبعر الزيتون” كما القطف.

أتذكر أن “تبعر الزيتون” كان جواً تنافسياً بيننا، فقد كان جدي-رحمه الله- يبدأ سباق “تبعر الزيتون ” بيني وبين أقراني من أولاد العم، والفائز هو من يجمع العدد الأكبر من حب الزيتون، وجائزته أن ينجو من عصر حب زيتون مرة الطعم في فمه، وأحيانا تكون الجائزة حبة “راحة”-نوع من الحلويات الشعبية الفلسطينية-.

تطور الأمر قليلاً الى شراء الزيتون من قبل تجار او أصحاب البقالات والمحالات التجارية، وأصبح التنافس أكثر وأكبر بين الأطفال في جمع الزيتون، وهنا كون المال دخل في الأمر، فدخل معه بعض السلوكيات السيئة التي لم تشكل في حينها ظاهرة، كأن يسرق الطفل زيتونهم او يسطو على ما جنى أهله من ثمار ويبيع منه ما يوفر له نصيباً من المال.

ماذا عن اليوم..؟ّ

هذا محور حديثي هو ظاهرة “تبعر الزيتون” اليوم، والتي كانت في الأمس سلوك حسن تشاركي تنافسي واقتصادي، فرغم بساطة السلوك لكنه كان يعزز في نفس الطفل المسؤولية والمشاركة والتنافس والتحدي والمشاق الصعبة في تحصيل المنتج، وكان الطفل يقدر موسم الزيتون ويقدر الشجرة والثمار والمحافظة عليه، اضافة الى تعزيز نفسية الطفل بالحوافز البسيطة، وأصحاب علم النفس التربوي يدركون أهمية مثل هذه المشاركات في تعزيز شخصية الطفل وسلوكه الحسن.

اليوم إختلف الأمور لتشكل ظاهرة سلبية جداً، فالأمر لم يعد جني ثمار متبقي على الشجرة، ويتطلب مجهود شاق لتحصيله، بل تحول الأمر مع دخول المال الى عملية سرقة واسعة وخسائر واسعة، فهناك اليوم مجموعات من الاطفال تقوم بسرقة الزيتون قبل قطفه، ويترصدون الأماكن البعيدة عن السكان، ويسيرون في الغالب في مجموعات بعضهم تحركه نفسه، والأخطر أن هناك أطفال تحركهم أسرهم–الأب أو الأم-، خاصة أن الإنتاج محفز، فبعض الأطفال يحصل من المال في اليوم أكثر مما يحصله أبيه في العمل، ودون عناء طويل فالأمر لا يتعدى ساعة او ساعتين.

هذا السلوك أصبح ظاهر في القرى بشكل كبير، والأمر إنتقل من سلوك حسن الى سلوك سيء، من مشاركة فاعلة الى سرقة وتخريب، ومن ظاهرة إجتماعية صحية الى ظاهرة تفكك مجتمعات، فعواقب الأمر وخيمة خاصة عندما يتعرف أصحاب الزيتون على سارقيه وتبدأ معه المشاكل العائلية في المجتمع الواحد.

ولن يقضي على هذه الظاهرة سوى التوجيه والتربية الصحيحة التي باتت معدومة في غالب الأسر، وكان يقال قديماً “الشارع حاصل على درجة ماجستير تربية” ، واليوم نقول أن “الفضائيات ومسلسلات الإجرام حاصله على أستاذية تربية” فقد أصبحت المربي الأول للطفل خاصة عندما يشاهد السارق والقاتل والمجرم بطل قومي وقدوة.